قصّة وطن

رح خبّركن قصّة زغيرة، حزينة شوي بس لهلّق ما إلها نهاية.

قصّة شعب تعوّد يحلم مع إنّه عارف إنّو حلمه رح يبقى وهم،

قصّة أُمّة حاربت كثير تتصمد وما بعمرها ذاقت طعم الرّاحة،

قصّة وطن خذله شعبه وحكّامه ومش عارف بكرا شو ممكن يكون مخبّيله.

القصّة بلّشت من زمان، من قبل ما أنا إخلق بهالبلد يلّي اسمه لبنان. بلّشت مع ناس يمكن ما كان عندن رفاق يسلّوهن فقرّروا يستبدلوهن بالحرب والمال والدّمار والإهمال. ومرقت السنين والحالة هيّي هيّي وجيت أنا على هالوطن يلّي كنت شايفته ومش مصدقة. بالرغم من إنّو كان بعيد كلّ البعد عن الكمال وراحة البال، هيدا كان حبيبي، وطني الغالي يلّي بيوم من الإيّام رح ينهض من تحت الرّكام وينفض عنّه غبرة الدّمار. صمد كتير، تدمّر كتير وتعمّر كتير. راحت وإجت الإيّام بس الحكّام هنّي ذاتن والشّعب مش قاشع إلّا حزبه وزعيمه يلّي واعده بالنَّصْر بشي يوم من اللإيّام.

كلّ واحد عنده حرب عم بخوضها بهيدا الوطن على حساب هيدا الوطن. والثمن؟ أرواح أشخاص ما بدّن إلّا يعيشوا بسلام بأرض العزّ والعنفوان، بهالبلد يلّي إسمه لبنان.

4 آب صار يلّي ما حدا بيتوقّعه. 4 آب، قرابة السّاعة 6:10 مشهد ما بحياتي كنت بتخايل شوفه إلّا بالأفلام. هزّة، صوت قوي، وخبطة باب ودقّات قلبي صارو بالسما وإديّي ما عاد وقّفوا رجفان.

يا ربّي دخيلك شو هالصوت… بطّلت عارفة شو حسّ وشو قول.

“إنفجار يهزّ مرفأ بيروت، لا بل يهزّ بيروت فلبنان فقبرص فالعالم”

دمار. خراب. ضحايا. تكسير. مشهد ببكّي. كارثة حلّت على لبنان.

“أُعْلِنَتْ بيروت مدينة منكوبة” ومع هالجملة ” أُعْلِنَتْ آمالي وأُعْلِنَ إيماني مشاعر منكوبة”.

بكيت على كلّ ضحيّة، على كلّ جريح، على كلّ مفقود وكأنّو بخصّوني وبعرفن. بكيت مع كلّ دمعة نزلت من إمّ أو بيّ أو إخت أو خيّ. بلحظة اختربت الدني. عِيَلْ تفكّكت وبيوت تدمّرت ويلّي ما فقد بيت أو شخص، فقد شقفة منّه ومن روحه، شقفة ما بعمرنا رح فينا نسترجعها. مع كلّ “لبيروت” غصّة ووجع وحرقة قلب ما رح تنتسى ودموع بتكرج لوحدها، ومع كلّ “قومي من تحت الرّدم” أمل لو قد ما كان صغير إنّو شي يوم ممكن نعمّر، ونغيّر، ونتغيّر.

 وبعد مرور أكتر من جمعة، بعده هول الفاجعة كبير. بعدها الفكرة ما عم تفوت براسي، وبنفس الوقت الصورة ما عم بتروح من بالي. مع هيدا وكلّه قلت بيني وبين حالي: منبني البلد. مش أوّل مرّة بيوقع، منرجع منبني، منعمّر ومنتعلّم. بس هلّق… بطّلت أكيدة.

مش الإنفجار بحد ذاتة هوّي يلّي فقّدني الأمل، ولا المشهد يلّي بكبّر القلب من بعد الإنفجار، وقت لتمِّت العالم على بعضها تتساعد بعضها وتتخطى هالمصيبة.

المشهد يلّي خلّاني افقد الأمل هو الناس يلّي بعدها “مآمني بقضيّة” زعماء وصّلوا البلد لمطرح ما وصل. زعماء كانوا السّبب بتفجير وحرق قلب كلّ لبناني عاش هول هالكارثة. ما بعرف كيف أمام هيك مشهد بوجّع القلب بعدنا منحكي بحزب أو دين أو مذهب أو جنسيّة بوقت الشي الوحيد يلّي لازم نحكي فيه هو بس الإنسانيّة.

قلتها وقت اجتاحت الحرائق أحراج لبنان وبرجع بقولها اليوم:

“لأنّو يا جماعة، لا الحريق ولا الفياضانات ولا الإنفجارات رح تسأل عن حزبك أو دينك ولا رح تسألك أنت مينك.”

هيدي قصّة وطن صرله سنين عم بحاول يلملم ما تبقى منه، سنين عم بحاول يوقف على إجريه. وقصّة شعب صرله سنين بكسّر بجناحات هيدا الوطن الملقّب بطير الفينيق، وما عرف يتوحّد تيقوم بهالبلد.

ما بعرف هالأمل يلّي شوي شوي عم يتلاشى عندي كيف ممكن الإيّام تردّه. بس يلّي بعرفه هو إنّو إذا بدنا نبني لبنان رح يكون كرمال أحفادنا مش كرمالنا لأنّو لا أنا رح لحّق شوف هالتّغيير المنتظر، وحتّى ولادي يمكن ما يلحقوا يشوفوه.

ويبقى الأمل…

Spread the love

6 thoughts on “قصّة وطن”

  1. بتمنى إنك تقدر ترجع تلاقي هل أمل يلي كل لبناني بحاجة إلو هلّق يا سيد سامي ♥️🇱🇧

  2. Hope, we were promised that if you stay seeking for hope things are going to become better, but after discovering the cruelty of people that they still f***n follow the politician’s until now,… No there’s no hope, there’s one thing: to survive until you find the way out, I’ll be sad for leaving my home country, I have such Great friends and I wish to stay because they are part of my heart, Sami Joe Issa I’m sorry that you’re such brain such expressions are spent in here they are not wasted but you could’ve publish them in any other countries cause your words are out of word’s ♥️

  3. Although it was hard for me to read it in Arabic and I had to use Google Translate time to time; but still I felt the sorrow in your words …
    I wished if I knew Arabic better , so I could feel more of the magic of your words.
    I quote from Youssef Awal :
    لیس وهمَا هذا الحزن؛ فی الحلمِ کنتُ ارانی بصوره واقعیه حزین ایضاَ
    and to tell those who rule over our Homelands, that our Hope won’t die , a quote from Mahmoud Darwish:
    لن یقتلنی شتائک…
    فمخیلتی قادره علی خلق الف .. الف صیف

  4. Pingback: Coping with not being okay: meet my pandemic baby – Mosaik

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *